الأربعاء، 14 أغسطس 2013

قصيدة " الغزو من الداخل " للشاعر اليمنى عبدالله البردونى




فظيع جهل ما يجري وأفظع منه أن تدرى

 وهل تدرين يا صنعا من المستعمر السرى

غزاة لا أشاهــــــدهم

 وسيف الغزو في صدرى

 فقد يأتون تبغا في سجائر لونها يغرى

وفي صدقات وحشى يؤنسن وجهه الصخرى

 وفي أهداب أنثى,فــــي مناديل الهوى القهرى

وفي سروال أستـــــاذ .. وتحت عمامة المقرى

 وفي أقراص منع الحمل .. في أنبوبة الحبــــر

وفي حرية الغثيـــــان في عبثيـــــة العمر

 وفي عود إحتلال الأمس في تشكيلة العصر

في قنينة الوسكـــــــى .. وفي قارورة العطــــــر ..

 ويستخفون في جلــــدى.. وينسلون من شعرى

وفوق وجوههم وجهى .. وتحت خيولهم ظهرى

 غزاة اليوم كالطاعون .. يخفى وهو يستشرى

يحجـــر مولد الأتى .. يوشى الحاضر المزرى

 فظيع جهل ما يجرى .. وأفظع منه أن تدرى

*****
يمانيـون فـي المنـفـى .. ومنفيـون فـي اليـمـن

جنوبيون في ( صنعـاء ) .. شماليـون فـي ( عـدن )

وكالأعـمـام والأخــوال فـى الإصـرار والـوهـن

خطـى أكتوبـر انقلـبـت حزيـرانـيـة الـكـفـن

ترقـى العـار مـن بيـع .. إلـى بيـع بــلا ثمن

 ومـن مستعـمـر غــاز إلـى مستعمـر وطـنـى

لمـاذا نحـن يـا مربـى ويـا منفـى بـلا سكـن .. بـلا حلـم .. بـلا ذكــرى .. بلا سلـوى .. بـلا حـزن ؟

يمانـيـون يــا( أروى ) ويا ( سيف بن ذي يزن )

ولـكـّنـا برغمـكـمـا بـلا يُمـن بــلا يـمـن

بـلا مــاض بــلا آت بـلا سـر بــلا عـلـن

أيا ( صنعاء ) متى تأتين ؟مـن تابـوتـك العـفـن


أتسألنـي أتـدري ؟

 فــات قبـل مجيئـه زمـنـى

 متـى آتـى ألا تــدرى إلى أيـن انثنـت سفنـى

لقـد عـادت مـن الآتـى إلـى تاريخهـا الوثـنـى

 فظيع جهـل مـا يجـرى وأفظع منـه أن تـدرى

*****
شعارى اليوم يـا مـولاى نحـن نبـات إخصـابـك

لأن غـنــاك أركـعـنـا علـى أقــدام أحبـابـك

فألًهنـاك قلـن : الشمـس مـن أقبـاس أحسـابـك فنم يا ( بابـك الخرمـى ) على ( بلقيس ) يا ( بابك )

ذوائبهـا سريـر هــواك وبعـض ذيـول أربـابـك وبـسـم الله جـــل الله نحسـو كـأس أنخـابـك

أمير النفـط نحـن يـداك .. نـحـن أحــدّ أنيـابـك ..

ونحـن القـادة العطشـى إلـى فضـلات أكـوابـك

ومسئولون في ( صنعاء )وفراشـون فــي بـابـك

 ومـن دمنـا علـى دمنـا تموقـع جيـش إرهابـك

لقد جئنـا نجـر الشعـب فـي أعـتـاب أعتـابـك

 ونأتـي كـل مـا تهـوى نمسـح نـعـل حجـابـك

ونستـجـديـك ألـقـابـا نتـوجـهـا بألـقـابـك

فمرنـا كيفمـا شــاءت نوايـا لـيـل سـردابـك

نعـم يـا سيـد الأذنـاب إنــا خـيـر أذنـابــك

فظيع جهـل مـا يجـرى وأفظـع مـن أن تـدرى

الخميس، 8 أغسطس 2013

العرب أمة لا تقرأ، وإن قرأت لا تفهم، وإن فهمت لا تفعل






صورة: ‏حــلّ الروتـــاري والليونـــز خطــوة ضروريـــة لإكمـــال حـــلّ الحــــزب الوطنـــي - كتب: فارس الصغير بجريدة الفتح فى 26 مارس 2012

موشي ديان وزير الحرب الاسرائيلي السابق:
العرب أمة لا تقرأ، وإن قرأت لا تفهم، وإن فهمت لا تفعل

---------------------------

أعضاء في روتاري وليونز وأنرويل.. أمراء الحرب على ثورتنا المباركة
الروتاري والليونز أشكال علنية للحركة الماسونية
"أخوية الروتاري الماسونية".. منظومة الفساد التي حكمت مصر
الماسون المصريون أعلنوا أنهم سينافسون في انتخابات الشعب والرئاسة. الخصخصة والقروض وتعيينات المحافظين.. أغلبها تمّ بدافع أخوية الروتاري. فعلاً.. (الحزب الوطني لسّه موجود).. ولكن من خلال الروتاري وليونز

بماذا تفسّر.. اجتماعات روتارية مكثّفة.. تعقبها أحداث كبيرة في مصر؟!
محافظ للإسكندرية قبل الثورة.. أبرز مؤهلاته أنه زوج نائبة محافظ المنطقة الروتارية

هل كنتَ تتابع حقًا قارئي الكريم ما كان يجري في مصر قبل الثورة؟ هل تذكر عائلة المخلوع وأصدقاء العائلة؟ هل تذكر أسماء رجال حكومة نظيف وما قبلها؟ هل تذكر أعضاء لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحلّ؟ هل تذكر الأسماء الشهيرة التي ارتبطت بصفقات الأراضي والشركات والمصانع الكبرى في مصر؟

هي مجموعة من الأسئلة لا رابط بينها سوى معلومة صغيرة واحدة، تحمل الإجابة الهائلة التي لم أسألك عنها، مع أنه تحمل حقيقةً صادمةً. إن كنتَ تذكر اسمًا ممّا سبق، أو حتى لا تذكرها؛ فألحِق بهم أسماء المحافظين ورؤساء الأحزاب والصحف ورجال أعمال كبار.. لأن هذه المنظومة الواسعة التي كانت تصوغ الحياة السياسة والاقتصادية الفاسدة في مصر وتحرّكها... كلّها تنتمي لنوداي "روتاري" و "ليونز" و"أنرويل".

تريدُ تأكيدًا أكثر؟! حسنًا، اُذكر لي اسمًا واحدًا من الفلول أو الثورة المضادّة أو أعداء الثورة.. ليس على قائمة روتاري أو أنرويل أو ليونز ذات الخلفية الغامضة التي نكشف لك بعضًا منها.

أصـــل الحكايــــة..

المصادر والمراجع وشهادات العيان وتسريبات الوثائق وغيرها، الجميع تقريبًا يتواتر على تأكيد وإثبات أن روتاري وليونز وما ينبثق عنهما كـ: روتراكت وإنتراكت وأنرويل وسيدات الليونز، كلها جمعيات ماسونية تعمل تحت غطاء جمعيات ونوادٍ اجتماعية خيرية. والماسونية جمعية سرية يهودية يرجع تاريخها إلى العصر الروماني، تأسست في مدينة "أورشليم" زمن الملك اليهودي "هيرودوس أغريبا" (37 – 44م)، حفيد "هيرودوس الكبير" الذى قتل أطفال بيت لحم، خشية أن يكون فيهم المسيح الذى سيقضى على ملكه، كما أبلغه كهنته.

وكان الغرض من تأسيسها مناهضة الدين المسيحي، ثم تطور غرضها إلى مناهضة الأديان عامة وإعادة مجد إسرائيل والعودة إلى أرض فلسطين، وفي عام 1717م عدل اسمها وظهرت بنشاطها في المحاربة وسميت "الجمعية الماسونية" أو (البنائين الأحرار = فري ميسونز)، وشعارهم: المثلث والفرجار، وأسسوا في بريطانيا أول محفل ماسوني، تحت شعار: الحرية والإخاء والمساواة، وكان أول قرارٍ لهم: المحافظة على اليهودية، ومحاربة الأديان عامة والكاثوليكية خاصة، وبث روح الإلحاد والإباحية بين الشعوب. ثم تأسست لها محافل في أمريكا وغيرها، وكان من أكبر شعاراتهم "الأديان تفرقنا والماسونية تجمعنا".

وفي أمريكا وابتداءً من 1905م، تأسّست أنوية نوادي "الروتاري" المنبثقة عن الماسونية العالمية، وأصبح شعارهم "الأديان تفرقنا والروتاري يجمعنا"، واتسع نطاق انتشار الروتاري ليتجاوز محيط أمريكا إلى كل دول العالم تقريبًا، ليصبح عدد أندية روتاري 34 ألف نادٍ، تضمّ 1.2 مليون عضو روتاري من نخبة المجتمعات وصنّاع قرارها.
قصة دخول الروتاري مصر..

في مطلع سنة 1928م، زار مصر رجل بريطاني يدعى "جلاكستين"، وتقابل مع مجموعة من الرجال كانوا يجتمعون على الغداء مرة في كل أسبوع، فدعاهم إلى إنشاء أول ناد للروتاري في المنطقة، فوافقوا. وفي يناير 1929م بعث الروتاري الدولي "دافيد سن" مندوبا عنه لحضور أول اجتماع للنادي في 2 من يناير سنة 1929م في فندق شبرد، وتمت مراسم إشهار تأسيس النادي في 11 مارس 1929م، على متن السفينة "مصر" في 8 / 12 / 1929 م.

وفي الفترة من سنة 29- 1939م كان أغلب الأعضاء من الأجانب ولم يكن من بين الأعضاء المؤسسين، وعددهم 22، إلا خمسة من المصريين، منهم اثنان فقط من المسلمين. وكانت اللغة المستعملة هى الإنجليزية، ولم يشترك أحد من المصريين في مجلس الإدارة حتى عام 1931م، وكانت رئاسة النادي لغيرهم حتى سنة 1934م، ومنذ سنة 1939م أنشئت نواد في الإسكندرية وعواصم محافظات أخرى، والمشتركون فيها خليط من المسلمين والمسيحيين واليهود. وتم تدشين المقرّ الدائم لنادي الروتاري المصري رقم 3 شارع بهلر، في 21 مارس 1955م. ومنذ 14 أبريل سنة 1959م انتقلت اجتماعاته من فندق سميراميس إلى فندق النيل هيلتون وهو تابع لوزارة الشئون الاجتماعية.

أما الـ"إنرويل"، نوادي سيدات الروتاري، فقد أنشئ أول نادٍ لهن في مصر في نوفمبر 1972م على يد الأمريكية "نانسي شارب". وغنيٌ عن الذكر أن نوادي الإنرويل تتمير بنشاطها البارز ونموّها السريع لما تلاقيه من ترحيب وعون ومساعدات من زوجات رؤساء ووزراء ومسئولي الحكومات المتتالية في مصر، بل وسيدات الأعمال والصحافة والفن والأزياء وغيره.

إجراءات سيادية ضد روتاري..

في 15 أبريل 1964 أصدرت الدكتورة حكمت أبو زيد وزيرة الشئون الاجتماعية حينها، قرارًا بحلّ الجمعيات الماسونية بأنحاء الجمهورية العربية المتحدة، على رأسها (المحفل الأكبر الوطني المصري) التابع لمحافل إنجلترا، و(محفل الشرق الأعظم الوطني المصري) التابع لمحفل فرنسا. بعدها بأربعة أيام من التحقيقات المستمرة اقتحمت قوات أمن الدولة مقرات المحافل الماسونية. وكشفت مجلة آخر ساعة بعدها بشهرين 3 / 6 / 1964، عن الوثائق السريّة التي كانت بالمحافل والتي اتّسمَت جميعها بالطابع البريطاني والصهيوني، وأن بعض هذه المحافل كان يقوم بدورٍ تجسّسيٍ إبّان حقبة الخمسينيات.

وبعدما ساد الظنّ بأن الماسونية في مصر قد انتهت تمامًا، انتقلت المحافل الماسونية لتكتيك آخر يتمثّل في العمل تحت غطاء مجتمعي خيري، ليس في مصر وحدها وهو ما يؤكّده المنشقّ عن الروتاري "تشارلس ماردن" في كتابه "الروتاري وإخوته" الذي نشر سنة 1963م. فتقدّمت هذه المحافل بطلبٍ رسميٍّ (بعدما كانوا يترفّعون عن ذلك) إلى وزارة الشئون الاجتماعية لاعتماد أوراقها والسماح لها بممارسة أنشطتها كأندية اجتماعية (روتاري – ليونز) تُسهِم في تنمية المجتمع وخدمة البيئة وغيره، وتمّ قبولها واعتمادها والسماح لها.. منها على سبيل المثال "نادي روتاري مصر الجديدة" الذي انضمّ إلى الروتاري الدولي (الماسونية العالمية) برقم 13387 في أكتوبر سنة 1954، وسجل كجمعية أهلية بوزارة الشئون الاجتماعية تحت رقم 139 لسنة 1967.

عصر الانفتاح الروتاري..

وقد انتشر النشاط الماسوني المتخفّي تحت غطاء روتاري، بعدما قبل "السادات" زمالة بول هاريس مؤسس أندية الروتاري أحد روافد الماسونية، وأطلق العنان لأنشطتها في مصر بعد السماح بانعقاد المؤتمر السنوي لنوادي روتاري الشرق الأوسط في الإسكندرية في 5 أبريل 1978 برعايته، وحضور ممدوح سالم رئيس الوزراء نائبًا عنه، ومحب استينو وزير السياحة وروبرت مانشستر ممثل الروتاري الدولي، وقد حرصَ الروتاريون بعد ذلك على أن يُعقَد المؤتمر كل عام تحت رعايته. وكانت "دائرة المعارف الماسونية – حنا راشد" قد أشارت إلى أن المحفل السامي الماسوني السوري (قبلها بـ 20 عامًا) في اجتماعه يوم 21/ 2/ 1958 اعتمد أنور السادات أستاذًا أعظم شرقيًا في المحفل الماسوني الأكبر.

وبعد رعاية "السادات" للماسون والروتاري في مصر، جاء المخلوع "مبارك" ليتزوج من البريطانية المسيحية "سوزان بالمر ثابت" المعروفة بـ"سوزان مبارك"، والتي تنتمي إلى أسرة كاثوليكية متشدّدة تعتنق الماسونية، والتي كانت فيما بعد الرئيس الفخري للمحفل الماسوني الأعظم في مصر، وكان أخوها "منير ثابت" محافظ المنطقة الروتارية 2450 والتي تضمّ مصر وعدة دول أخرى. وفي عهد المخلوع استطاعت نوادي "ليونز" شقيقة "روتاري" أن تجعل من مصر منطقة ليونزية متكاملة، بحيث يصبح من حق أعضاء الليونز المصريين الترشيح لتولي المناصب في الليونز العالمي، واحتفل بهذا أكثر من ألف عضو ليونزي بفندق سونستا بمصر الجديدة، السبت 22-5-2010م. وكان أول ناد لـ"ليونز" بمصر أنشئ في القاهرة عام 1955م.

مجتمع النخبة الروتاري المصري..

هو مجتمع طبقيٌّ نخبويٌّ مستقل منغلق على ذاته، يضمّ الكبار وذوي النفوذ ورجال وسيدات السياسة والقانون والصحافة والإعلام والاقتصاد والمال والرياضة والفن والمجتمع، ولاؤهم للروتاري مقدّمٌ على الولاء الوطني والديني.. والقائمة لا تنتهي، إذ تضمّ وزراء ومحافظين وحكوميين ورؤساء أحزاب وسفراء بالخارج ورؤساء شركات وأساتذة ورؤساء جامعات، بل ورجال دين. بل وللروتاري فروع متخصّصة.. فهناك "الأنرويل" لنساء وسيدات المجتمع الروتاري، وهناك "الروتراكت" للشباب أبناء الأعضاء الروتاريين من سن 18 – 28 سنة، وهناك "الإنتراكت" لمن هم دون ذلك سنًّا.

ويترابط هذا المجتمع الطبقي النخبوي مع بعضه من خلال آليات النفاد والحصرية التي يتمتع بها، ومنها الروابط العائلية (حيث تترابط النوادي من خلال علاقات المصاهرة بين مسئوليها، وتقوم أندية روتراكت الشباب بترتيب هذه الأمور)، والروابط الدراسية القديمة، والعضوية في منظمات حصرية، والعضوية في مجالس إدارة الشركات، وعلاقات تشكلت من خلال العمل سويا، وعلاقات تشكلت جراء عقد الصفقات. ومن النادر وجود عضو داخل هذا المجتمع الروتاري النخبوي لا يمتلك شبكات تواصل شاسعة نسبيا.

هكذا يعمل الروتاري..

الأمر الغريب الذي يقابلك من واقع نشاطات أندية الروتاري، أنهم يقومون بعمل دراسات ومسح شامل لعدد السكان والحالة الاجتماعية والاقتصادية والموارد، والأمراض المنتشرة ونسبة الأمية على مناطق محدّدة، وربّما يتضمّن هذا مسوحًا من نوعيات خاصةٍ غير معلَنة لكلّ ما أمكن ولكلّ ما يلزم.. هل يذكّرك هذا بشئ؟!
وتنعقد لقاءات نوادي روتاري تحت عناوين خدمات خيرية أو اجتماعية أو طبية، تتولّى صحف بعينها - من خلال صحفيين معروفين بالاسم- النشر عنها تحت العناوين المعلنة مع صور للحضور فقط دون أي محتوى صحفي حقيقي، فيما يبدو تغطيةً وتعميةً متعمّدة لحقيقة ما يدور، وفي الوقت ذاته تمنع دخول وسائل إعلام أخرى ولا يتمّ التصريح لها! وكأن الصحافة والإعلام "كرة شراب" في أقدام هذه النوادي تختار الظهور أو الاختفاء عبرها كيفما ومتى تشاء! كيلا تنقل شيئًا عن المواضيع السياسية والاقتصادية والقرارات والتوصيات وتوجيهات وتكليفات العمل لأعضار روتاري.. كيف لمنظّمات خيرية أن تناقِش – بل وربمّا تقرّر- كل هذه الأمور الهامة والمصيرية؟!

سأذكّرك قارئي الواعي بالبيان الذي أصدرته لجنة الفتوى بالأزهر في 15 مايو 1985م، بعنوان "بيان للمسلمين من لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بشأن الماسونية والأندية التابعة لها مثل الليونز والروتاري"، والذي جاء فيه: (الليونز والروتاري، من أخطر المنظمات الهدامة التي يسيطر عليها اليهود والصهيونية يبتغون بذلك السيطرة على العالم عن طريق القضاء على الأديان وإشاعة الفوضى الأخلاقية وتسخير أبناء البلاد للتجسس على أوطانهم باسم الإنسانية).
ما رأيك الآن؟!

روتاري والثورة..

قبل الثورة، حدّث ولاحرَج عن الممارسات التي لا تنتهي.. فقد كان أعضاء وروّاد هذه النوادي يفعلون ما يريدون في أي مكان بمصر، وإذا عنَّ لأحد رجال الداخلية أو المخابراتية أن يسأل مجرّد سؤال، كانت الإجابة الصاعقة التي تحضر دائمًا: (إحنا تبع الهانم).. يقصدون الرئيسة الفخرية للمحفل الماسوني الأعظم بمصر "سوزان بالمر ثابت" زوجة المخلوع. ولك أن تتخيّل كثيرًا ممّا ليس هذا مجال بسطه من التجاوزات التي وصل بعضها درجة الاغتيالات!!

ولأن أندية الروتاري تتظاهر بالعمل الإنساني من أجل تحسين الصلات بين مختلف الطوائف، وتحقق أهدافها عن طريق الحفلات الدولية والمحاضرات والندوات والتي تدعو إلى التقارب بين الأديان وإلغاء الخلافات بين الأديان والتمييز بين البشر على حساب الدين، فإنها في الحقيقة تحقّق نجاحًا متواصلاً في عملية (تفريغ الأعضاء من أية انتماءات باستثناء الانتماء لأخوية الروتاري التابعة للماسونية والصهيونية العالمية).. وهذه الأخوية هي التي على أساسها سُنّت قوانين وبيعت شركات، ورُسِم اقتصاد رجال الأعمال. وهي التي حكى عنها ستيفن نايت (الذي مات في ظروف غامضة قبل أن يكمل كشف أسرار الماسون) في كتابه "الأخوة – العالم السري للماسون الأحرار" في احتفال الماسونية البريطانية باليوبيل الفضي 250 لها في يونيو 1967، حيث قال: "وقد حضر هذا الاحتفال عدد كبير من ماسون العالم حاملين الشعار الملكي، وكان أمرًا لا يثير أي غرابة أن يسير في هذا الموكب الضخم الماسون العرب جنبًا إلى جنب مع الماسون اليهود والإسرائيليين بعد عشرة أيام فقط من حرب الأيام الستة"!

هذه الأخوية هي التي كان يترشّح من خلالها أسماء وزراء حكومات متعاقبة، وترقيات موظفين حكوميين كبار وتعيينات محافظين، ولا أدلّ على ذلك من أن أحد أبرز محافظي الإسكندرية قبل الثورة.. كانت أبرز مؤهلاته لتولّي هذا المنصب، بل وربما السبب الوحيد، أنه زوج لنائبة محافظ المنطقة الروتارية.

هذه الأخوية هي التي كانت توفّر تسهيلات قروض لرجال الأعمال من البنوك، وتسهيلات بيع أراضي لمستثمرين وشركات أجنبية ليس ثمّة سببٍ معقولٍ حقًّا وراء ذلك سوى الشراكة في الأخوية الماسونية = أخوية الروتاري. صفقات الخصخصة وبيع الشركات الكبرى وقرارات سياسية واتفاقات تجارية دولية وغيرها.. الكثير منها تمّ بدافع أخوية الروتاري.

أمراء الحرب على ثورتنا

هذه الأخوية الروتارية وأمثالها، هي التي عناها ديفيد روثكوبف في كتابه "الطبقة الخارقة"، حيث وصفها بأنها التي تعدّ آلاف الصفقات وهي تتناول طعام الإفطار، وتشكّل الحلفاء وتختار الأعداء وهي تتناول المقبّلات، وتموّل الصراعات والحروب والفتن وهي تحضر حفلات الكوكتيل. كل هذا دون أن يحاسَبوا أو يُحاكَموا!

ولأن الثورة جاءت لتحرّر الإنسان المصري والوطن من التبعية واللعب بمقدّراته، ولتحقّق له الكرامة التي افتقدها تحت حكم عصابةٍ محكَمة ومنظومةٍ فاسدةٍ تنتمي إلى نوادي "روتاري وليونز وأنرويل".. كان الشكل السياسي لها متمثلاً في "الحزب الوطني" المنحلّ، وكان الشكل المجتمعي لها متمثلاً في هذه النوادي.. شُلّت حركة الحزب الوطني أيام الثورة، وكذلك نشاطات واجتماعات نوادي الروتاري في التوقيت ذاته، والتي شهدت كثافةً غير عادية خلال شهر يناير وصلت إلى 31 لقاءً قبل يوم 25 يناير، وهربَ من هرب منهم خارج مصر خشية أن تطالهم يد الثورة الفائرة.. ومَن بقيَ منهم في مصر إما شارك ضد الثورة، وأسماء المتهمين في موقعة الجمل خير دليل، وإما سُجِنَ، وإما رتّب لنفسه ترتيبات وقائية خاصة تمثّلت في ركوب الثورة أو محاولة توجيه دفّتها أو كبح جماح إصلاحها.

روتاري.. الثورة المضادة

لم تَكَد الأمور تستقرّ بعد تنحّي مبارك في 11 فبراير، حتى اطمأنّ كثيرٌ من أولئك، وسارعوا إلى عقد اجتماعين طارئين على استحياء يوم 12 فبراير. وجاء شهر مارس ليشهد نشاطًا مكثّفًا ومذهلاً لأندية روتاري وصل إلى 36 اجتماعًا ولقاءً لم تحفَل بتغطيةٍ إعلامية سوى ما كان مرتبطًا باسم نجم الروتاري د. "يحيى الجمل"، وربما كان هذا مقصودًا. وهو ما يثير التساؤل حول اندلاع بعض الأحداث الطائفية وأحداث أخرى وصفت بأنها "ثورة مضادة" خلال هذه الفترة.

في شهر أبريل جرى تكثيف العمل الروتاري وبقوة، حيث شهد أول أسبوع منه فقط 32 اجتماعًا روتاريًّا، وتوقفت الاجتماعات ليلة انطلاق مليونية "المحاكمة والتطهير" التي تمّت في 8 إبريل، والتي دعت إلى محاكمة سريعة لرموز النظام السابق واسترداد الأموال المنهوبة وحلّ الحزب الوطني. ثم فوجئنا بعد حلّ الحزب الوطني بقرار المحكمة الإدارية العليا في 16 أبريل، باحتشاد 1200 عضو روتاري يمثلون 15 دولة تكوّن المنطقة الروتارية 2450 فيما بدا استعراضًا للقوة، لإقامة المؤتمر الخامس والسبعين للمنطقة الروتارية 2450 (وفقًا لتقسيم الحكومة العالمية للروتاري)، وذلك في 29 أبريل 2011 في الأقصر، في اختراقٍ جغرافيٍّ واستراتيجيٍّ نوعيٍّ من الروتاري لإقليم الصعيد المصري.

ومرّت شهور مايو ويونيو ويوليو وأغسطس بإيقاعٍ هادئٍ جدًّا بالنسبة لاجتماعات روتاري وصل إلى حدّ عقد اجتماعين فقط في شهر يوليو - والذي يمثل بداية العام الروتاري-، لم يلبث أن قفز إلى 17 اجتماعًا في شهر سبتمبر، والذي شهد أحداثًا ذات دلالة كاقتحام السفارة الصهيونية واستماع هيئة محاكمة مبارك لأقوال "عمر سليمان" والمشير طنطاوي في القضية.

وقد كشفت صحفيّة روتاريّة معروفة عن قرار سرّي - في سبتمبر 2011- لرئيسة أندية إنرويل مصر في اجتماع لها بكل الرؤساء والسكرتارية لتوزيع أنشطة السنة المقبلة، بألا يتم نشر أي شيء عن أندية الروتاري والإنرويل في مصر كلها في الصحف، بل عدم استضافة أي شخصيات طوال هذه الفترة، وإن حدث واستضافوا أحداً لا ينشروا ذلك في الصحف وكل وسائل الإعلام.

ويأتي شهر ديسمبر ليعقد الروتاري خمس اجتماعات مكثّفة يوم 7 ديسمبر، لنرى في اليوم التالي - 8 ديسمبر- الإعلان عن تشكيل المجلس الاستشاري بمصر من 30 عضوًا.
والآن ومع انطلاق سباق الترشّح لرئاسة الجمهورية، تجدر الإشارة إلى تصريح للطبيب عادل محسن المشد أحد رجال الماسونية في مصر، في شهر يونيو 2011، قال فيه: "إنهم - أي الماسونيين- سينافسون في انتخابات مجلس الشعب والرئاسة". وهناك من أعضاء مجلس الشعب الآن، مَن هو معروفٌ بانتمائه القديم للروتاري، ويشغل بعضهم رئاسة بعض اللجان الحسّاسة في المجلس.

حلّ روتاري وليونز

بقي أن نشير إلى أن مقولة (الحزب الوطني لسه موجود)، هي مقولةٌ واقعية حقيقية، فالحزب الوطني المنحلّ كان يمثّل النموذج السياسي لمنظومة الفساد التي تعيث في مصر ومقدّراتها، وبعد حلّه رأينا كيف أن نشاطاتهم في روتاري وليونز، واللذين يمثلان الجانب الاجتماعي لهذه المنظومة، قد ارتفع معدّلها وخاصةً مع أحداث معينة ذات دلائل خاصة.. للأسف، حلّ الحزب الوطني لم يكن كافيًا، ولابد لإكمال هذا الإجراء الثوري بحلّ أندية روتاري وليونز وما انبثق عنهما من نوادٍ وجمعيات وشركات ومشاريع؛ لئلا ندور حول أنفسنا في الدائرة المغلقة إياها، فنجد أنفسنا قد عدنا من جديد إلى ما قبل نقطة الصفر، ونجد سياسات وممارسات حكومية وسيادية لا تختلف كثيرًا عمّا كان في مصر قبل الثورة، ونكتشف بعد فوات الأوان أن الوجوه والأسماء فقط هي التي اختلفت، ولكنهم لا زالوا جميعًا ينتمون إلى أخوية الروتاري والليونز والإنرويل!‏




حــلّ الروتـــاري والليونـــز خطــوة ضروريـــة لإكمـــال حـــلّ الحــــزب الوطنـــي - كتب: فارس الصغير بجريدة الفتح فى 26 مارس 2012

موشي ديان وزير الحرب الاسرائيلي السابق:
العرب أمة لا تقرأ، وإن قرأت لا تفهم، وإن فهمت لا تفعل

---------------------------

أعضاء في روتاري وليونز وأنرويل.. أمراء الحرب على ثورتنا المباركة
الروتاري والليونز أشكال علنية للحركة الماسونية
"أخوية الروتاري الماسونية".. منظومة الفساد التي حكمت مصر
الماسون المصريون أعلنوا أنهم سينافسون في انتخابات الشعب والرئاسة. الخصخصة والقروض وتعيينات المحافظين.. أغلبها تمّ بدافع أخوية الروتاري. فعلاً.. (الحزب الوطني لسّه موجود).. ولكن من خلال الروتاري وليونز

بماذا تفسّر.. اجتماعات روتارية مكثّفة.. تعقبها أحداث كبيرة في مصر؟!
محافظ للإسكندرية قبل الثورة.. أبرز مؤهلاته أنه زوج نائبة محافظ المنطقة الروتارية

هل كنتَ تتابع حقًا قارئي الكريم ما كان يجري في مصر قبل الثورة؟ هل تذكر عائلة المخلوع وأصدقاء العائلة؟ هل تذكر أسماء رجال حكومة نظيف وما قبلها؟ هل تذكر أعضاء لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحلّ؟ هل تذكر الأسماء الشهيرة التي ارتبطت بصفقات الأراضي والشركات والمصانع الكبرى في مصر؟

هي مجموعة من الأسئلة لا رابط بينها سوى معلومة صغيرة واحدة، تحمل الإجابة الهائلة التي لم أسألك عنها، مع أنه تحمل حقيقةً صادمةً. إن كنتَ تذكر اسمًا ممّا سبق، أو حتى لا تذكرها؛ فألحِق بهم أسماء المحافظين ورؤساء الأحزاب والصحف ورجال أعمال كبار.. لأن هذه المنظومة الواسعة التي كانت تصوغ الحياة السياسة والاقتصادية الفاسدة في مصر وتحرّكها... كلّها تنتمي لنوداي "روتاري" و "ليونز" و"أنرويل".

تريدُ تأكيدًا أكثر؟! حسنًا، اُذكر لي اسمًا واحدًا من الفلول أو الثورة المضادّة أو أعداء الثورة.. ليس على قائمة روتاري أو أنرويل أو ليونز ذات الخلفية الغامضة التي نكشف لك بعضًا منها.

أصـــل الحكايــــة..

المصادر والمراجع وشهادات العيان وتسريبات الوثائق وغيرها، الجميع تقريبًا يتواتر على تأكيد وإثبات أن روتاري وليونز وما ينبثق عنهما كـ: روتراكت وإنتراكت وأنرويل وسيدات الليونز، كلها جمعيات ماسونية تعمل تحت غطاء جمعيات ونوادٍ اجتماعية خيرية. والماسونية جمعية سرية يهودية يرجع تاريخها إلى العصر الروماني، تأسست في مدينة "أورشليم" زمن الملك اليهودي "هيرودوس أغريبا" (37 – 44م)، حفيد "هيرودوس الكبير" الذى قتل أطفال بيت لحم، خشية أن يكون فيهم المسيح الذى سيقضى على ملكه، كما أبلغه كهنته.

وكان الغرض من تأسيسها مناهضة الدين المسيحي، ثم تطور غرضها إلى مناهضة الأديان عامة وإعادة مجد إسرائيل والعودة إلى أرض فلسطين، وفي عام 1717م عدل اسمها وظهرت بنشاطها في المحاربة وسميت "الجمعية الماسونية" أو (البنائين الأحرار = فري ميسونز)، وشعارهم: المثلث والفرجار، وأسسوا في بريطانيا أول محفل ماسوني، تحت شعار: الحرية والإخاء والمساواة، وكان أول قرارٍ لهم: المحافظة على اليهودية، ومحاربة الأديان عامة والكاثوليكية خاصة، وبث روح الإلحاد والإباحية بين الشعوب. ثم تأسست لها محافل في أمريكا وغيرها، وكان من أكبر شعاراتهم "الأديان تفرقنا والماسونية تجمعنا".

وفي أمريكا وابتداءً من 1905م، تأسّست أنوية نوادي "الروتاري" المنبثقة عن الماسونية العالمية، وأصبح شعارهم "الأديان تفرقنا والروتاري يجمعنا"، واتسع نطاق انتشار الروتاري ليتجاوز محيط أمريكا إلى كل دول العالم تقريبًا، ليصبح عدد أندية روتاري 34 ألف نادٍ، تضمّ 1.2 مليون عضو روتاري من نخبة المجتمعات وصنّاع قرارها.
قصة دخول الروتاري مصر..

في مطلع سنة 1928م، زار مصر رجل بريطاني يدعى "جلاكستين"، وتقابل مع مجموعة من الرجال كانوا يجتمعون على الغداء مرة في كل أسبوع، فدعاهم إلى إنشاء أول ناد للروتاري في المنطقة، فوافقوا. وفي يناير 1929م بعث الروتاري الدولي "دافيد سن" مندوبا عنه لحضور أول اجتماع للنادي في 2 من يناير سنة 1929م في فندق شبرد، وتمت مراسم إشهار تأسيس النادي في 11 مارس 1929م، على متن السفينة "مصر" في 8 / 12 / 1929 م.

وفي الفترة من سنة 29- 1939م كان أغلب الأعضاء من الأجانب ولم يكن من بين الأعضاء المؤسسين، وعددهم 22، إلا خمسة من المصريين، منهم اثنان فقط من المسلمين. وكانت اللغة المستعملة هى الإنجليزية، ولم يشترك أحد من المصريين في مجلس الإدارة حتى عام 1931م، وكانت رئاسة النادي لغيرهم حتى سنة 1934م، ومنذ سنة 1939م أنشئت نواد في الإسكندرية وعواصم محافظات أخرى، والمشتركون فيها خليط من المسلمين والمسيحيين واليهود. وتم تدشين المقرّ الدائم لنادي الروتاري المصري رقم 3 شارع بهلر، في 21 مارس 1955م. ومنذ 14 أبريل سنة 1959م انتقلت اجتماعاته من فندق سميراميس إلى فندق النيل هيلتون وهو تابع لوزارة الشئون الاجتماعية.

أما الـ"إنرويل"، نوادي سيدات الروتاري، فقد أنشئ أول نادٍ لهن في مصر في نوفمبر 1972م على يد الأمريكية "نانسي شارب". وغنيٌ عن الذكر أن نوادي الإنرويل تتمير بنشاطها البارز ونموّها السريع لما تلاقيه من ترحيب وعون ومساعدات من زوجات رؤساء ووزراء ومسئولي الحكومات المتتالية في مصر، بل وسيدات الأعمال والصحافة والفن والأزياء وغيره.

إجراءات سيادية ضد روتاري..

في 15 أبريل 1964 أصدرت الدكتورة حكمت أبو زيد وزيرة الشئون الاجتماعية حينها، قرارًا بحلّ الجمعيات الماسونية بأنحاء الجمهورية العربية المتحدة، على رأسها (المحفل الأكبر الوطني المصري) التابع لمحافل إنجلترا، و(محفل الشرق الأعظم الوطني المصري) التابع لمحفل فرنسا. بعدها بأربعة أيام من التحقيقات المستمرة اقتحمت قوات أمن الدولة مقرات المحافل الماسونية. وكشفت مجلة آخر ساعة بعدها بشهرين 3 / 6 / 1964، عن الوثائق السريّة التي كانت بالمحافل والتي اتّسمَت جميعها بالطابع البريطاني والصهيوني، وأن بعض هذه المحافل كان يقوم بدورٍ تجسّسيٍ إبّان حقبة الخمسينيات.

وبعدما ساد الظنّ بأن الماسونية في مصر قد انتهت تمامًا، انتقلت المحافل الماسونية لتكتيك آخر يتمثّل في العمل تحت غطاء مجتمعي خيري، ليس في مصر وحدها وهو ما يؤكّده المنشقّ عن الروتاري "تشارلس ماردن" في كتابه "الروتاري وإخوته" الذي نشر سنة 1963م. فتقدّمت هذه المحافل بطلبٍ رسميٍّ (بعدما كانوا يترفّعون عن ذلك) إلى وزارة الشئون الاجتماعية لاعتماد أوراقها والسماح لها بممارسة أنشطتها كأندية اجتماعية (روتاري – ليونز) تُسهِم في تنمية المجتمع وخدمة البيئة وغيره، وتمّ قبولها واعتمادها والسماح لها.. منها على سبيل المثال "نادي روتاري مصر الجديدة" الذي انضمّ إلى الروتاري الدولي (الماسونية العالمية) برقم 13387 في أكتوبر سنة 1954، وسجل كجمعية أهلية بوزارة الشئون الاجتماعية تحت رقم 139 لسنة 1967.

عصر الانفتاح الروتاري..

وقد انتشر النشاط الماسوني المتخفّي تحت غطاء روتاري، بعدما قبل "السادات" زمالة بول هاريس مؤسس أندية الروتاري أحد روافد الماسونية، وأطلق العنان لأنشطتها في مصر بعد السماح بانعقاد المؤتمر السنوي لنوادي روتاري الشرق الأوسط في الإسكندرية في 5 أبريل 1978 برعايته، وحضور ممدوح سالم رئيس الوزراء نائبًا عنه، ومحب استينو وزير السياحة وروبرت مانشستر ممثل الروتاري الدولي، وقد حرصَ الروتاريون بعد ذلك على أن يُعقَد المؤتمر كل عام تحت رعايته. وكانت "دائرة المعارف الماسونية – حنا راشد" قد أشارت إلى أن المحفل السامي الماسوني السوري (قبلها بـ 20 عامًا) في اجتماعه يوم 21/ 2/ 1958 اعتمد أنور السادات أستاذًا أعظم شرقيًا في المحفل الماسوني الأكبر.

وبعد رعاية "السادات" للماسون والروتاري في مصر، جاء المخلوع "مبارك" ليتزوج من البريطانية المسيحية "سوزان بالمر ثابت" المعروفة بـ"سوزان مبارك"، والتي تنتمي إلى أسرة كاثوليكية متشدّدة تعتنق الماسونية، والتي كانت فيما بعد الرئيس الفخري للمحفل الماسوني الأعظم في مصر، وكان أخوها "منير ثابت" محافظ المنطقة الروتارية 2450 والتي تضمّ مصر وعدة دول أخرى. وفي عهد المخلوع استطاعت نوادي "ليونز" شقيقة "روتاري" أن تجعل من مصر منطقة ليونزية متكاملة، بحيث يصبح من حق أعضاء الليونز المصريين الترشيح لتولي المناصب في الليونز العالمي، واحتفل بهذا أكثر من ألف عضو ليونزي بفندق سونستا بمصر الجديدة، السبت 22-5-2010م. وكان أول ناد لـ"ليونز" بمصر أنشئ في القاهرة عام 1955م.

مجتمع النخبة الروتاري المصري..

هو مجتمع طبقيٌّ نخبويٌّ مستقل منغلق على ذاته، يضمّ الكبار وذوي النفوذ ورجال وسيدات السياسة والقانون والصحافة والإعلام والاقتصاد والمال والرياضة والفن والمجتمع، ولاؤهم للروتاري مقدّمٌ على الولاء الوطني والديني.. والقائمة لا تنتهي، إذ تضمّ وزراء ومحافظين وحكوميين ورؤساء أحزاب وسفراء بالخارج ورؤساء شركات وأساتذة ورؤساء جامعات، بل ورجال دين. بل وللروتاري فروع متخصّصة.. فهناك "الأنرويل" لنساء وسيدات المجتمع الروتاري، وهناك "الروتراكت" للشباب أبناء الأعضاء الروتاريين من سن 18 – 28 سنة، وهناك "الإنتراكت" لمن هم دون ذلك سنًّا.

ويترابط هذا المجتمع الطبقي النخبوي مع بعضه من خلال آليات النفاد والحصرية التي يتمتع بها، ومنها الروابط العائلية (حيث تترابط النوادي من خلال علاقات المصاهرة بين مسئوليها، وتقوم أندية روتراكت الشباب بترتيب هذه الأمور)، والروابط الدراسية القديمة، والعضوية في منظمات حصرية، والعضوية في مجالس إدارة الشركات، وعلاقات تشكلت من خلال العمل سويا، وعلاقات تشكلت جراء عقد الصفقات. ومن النادر وجود عضو داخل هذا المجتمع الروتاري النخبوي لا يمتلك شبكات تواصل شاسعة نسبيا.

هكذا يعمل الروتاري..

الأمر الغريب الذي يقابلك من واقع نشاطات أندية الروتاري، أنهم يقومون بعمل دراسات ومسح شامل لعدد السكان والحالة الاجتماعية والاقتصادية والموارد، والأمراض المنتشرة ونسبة الأمية على مناطق محدّدة، وربّما يتضمّن هذا مسوحًا من نوعيات خاصةٍ غير معلَنة لكلّ ما أمكن ولكلّ ما يلزم.. هل يذكّرك هذا بشئ؟!
وتنعقد لقاءات نوادي روتاري تحت عناوين خدمات خيرية أو اجتماعية أو طبية، تتولّى صحف بعينها - من خلال صحفيين معروفين بالاسم- النشر عنها تحت العناوين المعلنة مع صور للحضور فقط دون أي محتوى صحفي حقيقي، فيما يبدو تغطيةً وتعميةً متعمّدة لحقيقة ما يدور، وفي الوقت ذاته تمنع دخول وسائل إعلام أخرى ولا يتمّ التصريح لها! وكأن الصحافة والإعلام "كرة شراب" في أقدام هذه النوادي تختار الظهور أو الاختفاء عبرها كيفما ومتى تشاء! كيلا تنقل شيئًا عن المواضيع السياسية والاقتصادية والقرارات والتوصيات وتوجيهات وتكليفات العمل لأعضار روتاري.. كيف لمنظّمات خيرية أن تناقِش – بل وربمّا تقرّر- كل هذه الأمور الهامة والمصيرية؟!

سأذكّرك قارئي الواعي بالبيان الذي أصدرته لجنة الفتوى بالأزهر في 15 مايو 1985م، بعنوان "بيان للمسلمين من لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بشأن الماسونية والأندية التابعة لها مثل الليونز والروتاري"، والذي جاء فيه: (الليونز والروتاري، من أخطر المنظمات الهدامة التي يسيطر عليها اليهود والصهيونية يبتغون بذلك السيطرة على العالم عن طريق القضاء على الأديان وإشاعة الفوضى الأخلاقية وتسخير أبناء البلاد للتجسس على أوطانهم باسم الإنسانية).
ما رأيك الآن؟!

روتاري والثورة..

قبل الثورة، حدّث ولاحرَج عن الممارسات التي لا تنتهي.. فقد كان أعضاء وروّاد هذه النوادي يفعلون ما يريدون في أي مكان بمصر، وإذا عنَّ لأحد رجال الداخلية أو المخابراتية أن يسأل مجرّد سؤال، كانت الإجابة الصاعقة التي تحضر دائمًا: (إحنا تبع الهانم).. يقصدون الرئيسة الفخرية للمحفل الماسوني الأعظم بمصر "سوزان بالمر ثابت" زوجة المخلوع. ولك أن تتخيّل كثيرًا ممّا ليس هذا مجال بسطه من التجاوزات التي وصل بعضها درجة الاغتيالات!!

ولأن أندية الروتاري تتظاهر بالعمل الإنساني من أجل تحسين الصلات بين مختلف الطوائف، وتحقق أهدافها عن طريق الحفلات الدولية والمحاضرات والندوات والتي تدعو إلى التقارب بين الأديان وإلغاء الخلافات بين الأديان والتمييز بين البشر على حساب الدين، فإنها في الحقيقة تحقّق نجاحًا متواصلاً في عملية (تفريغ الأعضاء من أية انتماءات باستثناء الانتماء لأخوية الروتاري التابعة للماسونية والصهيونية العالمية).. وهذه الأخوية هي التي على أساسها سُنّت قوانين وبيعت شركات، ورُسِم اقتصاد رجال الأعمال. وهي التي حكى عنها ستيفن نايت (الذي مات في ظروف غامضة قبل أن يكمل كشف أسرار الماسون) في كتابه "الأخوة – العالم السري للماسون الأحرار" في احتفال الماسونية البريطانية باليوبيل الفضي 250 لها في يونيو 1967، حيث قال: "وقد حضر هذا الاحتفال عدد كبير من ماسون العالم حاملين الشعار الملكي، وكان أمرًا لا يثير أي غرابة أن يسير في هذا الموكب الضخم الماسون العرب جنبًا إلى جنب مع الماسون اليهود والإسرائيليين بعد عشرة أيام فقط من حرب الأيام الستة"!

هذه الأخوية هي التي كان يترشّح من خلالها أسماء وزراء حكومات متعاقبة، وترقيات موظفين حكوميين كبار وتعيينات محافظين، ولا أدلّ على ذلك من أن أحد أبرز محافظي الإسكندرية قبل الثورة.. كانت أبرز مؤهلاته لتولّي هذا المنصب، بل وربما السبب الوحيد، أنه زوج لنائبة محافظ المنطقة الروتارية.

هذه الأخوية هي التي كانت توفّر تسهيلات قروض لرجال الأعمال من البنوك، وتسهيلات بيع أراضي لمستثمرين وشركات أجنبية ليس ثمّة سببٍ معقولٍ حقًّا وراء ذلك سوى الشراكة في الأخوية الماسونية = أخوية الروتاري. صفقات الخصخصة وبيع الشركات الكبرى وقرارات سياسية واتفاقات تجارية دولية وغيرها.. الكثير منها تمّ بدافع أخوية الروتاري.

أمراء الحرب على ثورتنا

هذه الأخوية الروتارية وأمثالها، هي التي عناها ديفيد روثكوبف في كتابه "الطبقة الخارقة"، حيث وصفها بأنها التي تعدّ آلاف الصفقات وهي تتناول طعام الإفطار، وتشكّل الحلفاء وتختار الأعداء وهي تتناول المقبّلات، وتموّل الصراعات والحروب والفتن وهي تحضر حفلات الكوكتيل. كل هذا دون أن يحاسَبوا أو يُحاكَموا!

ولأن الثورة جاءت لتحرّر الإنسان المصري والوطن من التبعية واللعب بمقدّراته، ولتحقّق له الكرامة التي افتقدها تحت حكم عصابةٍ محكَمة ومنظومةٍ فاسدةٍ تنتمي إلى نوادي "روتاري وليونز وأنرويل".. كان الشكل السياسي لها متمثلاً في "الحزب الوطني" المنحلّ، وكان الشكل المجتمعي لها متمثلاً في هذه النوادي.. شُلّت حركة الحزب الوطني أيام الثورة، وكذلك نشاطات واجتماعات نوادي الروتاري في التوقيت ذاته، والتي شهدت كثافةً غير عادية خلال شهر يناير وصلت إلى 31 لقاءً قبل يوم 25 يناير، وهربَ من هرب منهم خارج مصر خشية أن تطالهم يد الثورة الفائرة.. ومَن بقيَ منهم في مصر إما شارك ضد الثورة، وأسماء المتهمين في موقعة الجمل خير دليل، وإما سُجِنَ، وإما رتّب لنفسه ترتيبات وقائية خاصة تمثّلت في ركوب الثورة أو محاولة توجيه دفّتها أو كبح جماح إصلاحها.

روتاري.. الثورة المضادة

لم تَكَد الأمور تستقرّ بعد تنحّي مبارك في 11 فبراير، حتى اطمأنّ كثيرٌ من أولئك، وسارعوا إلى عقد اجتماعين طارئين على استحياء يوم 12 فبراير. وجاء شهر مارس ليشهد نشاطًا مكثّفًا ومذهلاً لأندية روتاري وصل إلى 36 اجتماعًا ولقاءً لم تحفَل بتغطيةٍ إعلامية سوى ما كان مرتبطًا باسم نجم الروتاري د. "يحيى الجمل"، وربما كان هذا مقصودًا. وهو ما يثير التساؤل حول اندلاع بعض الأحداث الطائفية وأحداث أخرى وصفت بأنها "ثورة مضادة" خلال هذه الفترة.

في شهر أبريل جرى تكثيف العمل الروتاري وبقوة، حيث شهد أول أسبوع منه فقط 32 اجتماعًا روتاريًّا، وتوقفت الاجتماعات ليلة انطلاق مليونية "المحاكمة والتطهير" التي تمّت في 8 إبريل، والتي دعت إلى محاكمة سريعة لرموز النظام السابق واسترداد الأموال المنهوبة وحلّ الحزب الوطني. ثم فوجئنا بعد حلّ الحزب الوطني بقرار المحكمة الإدارية العليا في 16 أبريل، باحتشاد 1200 عضو روتاري يمثلون 15 دولة تكوّن المنطقة الروتارية 2450 فيما بدا استعراضًا للقوة، لإقامة المؤتمر الخامس والسبعين للمنطقة الروتارية 2450 (وفقًا لتقسيم الحكومة العالمية للروتاري)، وذلك في 29 أبريل 2011 في الأقصر، في اختراقٍ جغرافيٍّ واستراتيجيٍّ نوعيٍّ من الروتاري لإقليم الصعيد المصري.

ومرّت شهور مايو ويونيو ويوليو وأغسطس بإيقاعٍ هادئٍ جدًّا بالنسبة لاجتماعات روتاري وصل إلى حدّ عقد اجتماعين فقط في شهر يوليو - والذي يمثل بداية العام الروتاري-، لم يلبث أن قفز إلى 17 اجتماعًا في شهر سبتمبر، والذي شهد أحداثًا ذات دلالة كاقتحام السفارة الصهيونية واستماع هيئة محاكمة مبارك لأقوال "عمر سليمان" والمشير طنطاوي في القضية.

وقد كشفت صحفيّة روتاريّة معروفة عن قرار سرّي - في سبتمبر 2011- لرئيسة أندية إنرويل مصر في اجتماع لها بكل الرؤساء والسكرتارية لتوزيع أنشطة السنة المقبلة، بألا يتم نشر أي شيء عن أندية الروتاري والإنرويل في مصر كلها في الصحف، بل عدم استضافة أي شخصيات طوال هذه الفترة، وإن حدث واستضافوا أحداً لا ينشروا ذلك في الصحف وكل وسائل الإعلام.

ويأتي شهر ديسمبر ليعقد الروتاري خمس اجتماعات مكثّفة يوم 7 ديسمبر، لنرى في اليوم التالي - 8 ديسمبر- الإعلان عن تشكيل المجلس الاستشاري بمصر من 30 عضوًا.
والآن ومع انطلاق سباق الترشّح لرئاسة الجمهورية، تجدر الإشارة إلى تصريح للطبيب عادل محسن المشد أحد رجال الماسونية في مصر، في شهر يونيو 2011، قال فيه: "إنهم - أي الماسونيين- سينافسون في انتخابات مجلس الشعب والرئاسة". وهناك من أعضاء مجلس الشعب الآن، مَن هو معروفٌ بانتمائه القديم للروتاري، ويشغل بعضهم رئاسة بعض اللجان الحسّاسة في المجلس.

حلّ روتاري وليونز

بقي أن نشير إلى أن مقولة (الحزب الوطني لسه موجود)، هي مقولةٌ واقعية حقيقية، فالحزب الوطني المنحلّ كان يمثّل النموذج السياسي لمنظومة الفساد التي تعيث في مصر ومقدّراتها، وبعد حلّه رأينا كيف أن نشاطاتهم في روتاري وليونز، واللذين يمثلان الجانب الاجتماعي لهذه المنظومة، قد ارتفع معدّلها وخاصةً مع أحداث معينة ذات دلائل خاصة.. للأسف، حلّ الحزب الوطني لم يكن كافيًا، ولابد لإكمال هذا الإجراء الثوري بحلّ أندية روتاري وليونز وما انبثق عنهما من نوادٍ وجمعيات وشركات ومشاريع؛ لئلا ندور حول أنفسنا في الدائرة المغلقة إياها، فنجد أنفسنا قد عدنا من جديد إلى ما قبل نقطة الصفر، ونجد سياسات وممارسات حكومية وسيادية لا تختلف كثيرًا عمّا كان في مصر قبل الثورة، ونكتشف بعد فوات الأوان أن الوجوه والأسماء فقط هي التي اختلفت، ولكنهم لا زالوا جميعًا ينتمون إلى أخوية الروتاري والليونز والإنرويل!